الجمعة، 12 أبريل 2013

المرجع العراقي ومواجهة الخيارات الصعبة بالفكر الواعي

المرجع العراقي ومواجهة الخيارات الصعبة بالفكر الواعي

ربما ببعض سمات الضمير الحي يستطيع من يتابع المرجع العراقي العربي في بحوثه ومؤلفاته وتحليلاته ومواقفه أن يجد التمييز والموضوعية والعلمية و العقلانية ، فتعاطي هذا المرجع مع الحالة الوطنية وتأصيل السمة العراقية بالتنظير لها أو الترشيد لها أو التوجيه لها أصبح له أثرا طيبا في نفوس العراقيين لأنهم بدأو ينظرون بعيون الأمل لمن ينتزع حقوقهم من فم تنين الفساد الذي فتك ببلد النعم والخيرات ، فمحاولات المرجع السيد الصرخي الحسني دام ظله في غربلة الشعارات الوهمية أو الإستراتجيات الإعلامية الفارغة التي تستغل العاطفيات و الإسقاطات الجغرافية وفرزها عن الحالة الوطنية الحقيقية والشعور بها فعلا وقولا ساهمت في نقل الوعي العراقي إلى المسك بكل أدوات العمل السياسي والقانوني للتخلص من مشاريع الطائفية التي يلوح بها اعداء البلد الجريح ، فالبيان الأخير ((العتبة الحسينية .. بين احتلال وافتراء)) كان حقاً نقدا لاذعا بوعي علمي لمسارات ومسلكيات بعض المسميات الإسلامية ليناقش هذا المرجع بشجاعة عراقية العديد من القضايا الشائكة والمعقدة والدقيقة في عقلها الحركي الفكري والثقافي والسياسي والفقهي
ولا يجد الشك في الحقيقة لمن وصل هذا الجواب بين يديه ، فيحس القارئ المنصف ان هذا الاستفتاء بحق ثورة فكرية على الأخطاء و وسيلة لجلد الذات من الداخل ومراجعة حقيقية للعديد من الأفكار والشعارات والمنظومات و البنى التحتية للفكر السياسي للعديد من المسميات الاسلامية ، لقد استفادت الجماهير من هذا الكلام الواعي في التعاطي مع الأحداث الساخنة في واقعنا المعاصر .
لا يمكن ان توصف مواقف المرجعية العراقية إلا بأنها حركة إصلاحية شاملة, إصلاح للفرد والمجتمع وإصلاح للواقع والمنهج السائد.
وإذا كان المصلح القائد قد صمم على التغيير فلابد له أن يواجه، والسيد الصرخي عزم على المواجهة وعلم ان طريقه ليس مفروشا بالورد بل هو مزروع بالشوك والصبار من جهات عدة، ولان حركته الإصلاحية شاملة فمطلوب منه تعدد ادوار المواجهة، كل تلك الأدوار استمدت طاقتها من مبدأية وعلمية ووعي هذا المرجع الشجاع.
لترسخ هذه المرجعية الجهادية من الناحية التغييرية والإصلاحية الكثير من القيم والمبادئ الوطنية الأصيلة التي ستستمر طويلا في المجتمع العراقي فهي الصوت النابض الذي يعكس نقمة العراقيين على واقعهم المأساوي وتوقهم للحرية والعيش الحر الأبي والتنعم بخيرات البلد ، كما ابرزت مواقف المرجعية الوطنية الثابتة حب المسلمين والموالين لدينهم ومذهبهم ومرجعيتهم فاصبحنا نرى مئات الوفود الأكاديمية والعشائرية وكل الشرائح تحتشد امام براني المرجعية الدينية بكل اسبوع ، فهذا المرجع الذي فتح باب برانيه للجميع واعطى من وقته الكثير لأبناء شعبه لم يكن كغيره من القادة وانما اعطى بثقة وبنكران ذات قل نظيره كل ما يملك لتغيير المعادلة القائمة من الناحية الدينية والاجتماعية.
ان اخراج الامة المنهكة المثقلة بقيود الدنيا من أزمتها والوقوف بوجه جبروت السارقين وانتقاد التقليدية المستهلكة نصر يسجل لصالح السيد الصرخي في ثورته الاصلاحية.
ان مواقف السيد الصرخي الوطنية الثابتة وتعامله مع القضايا العراقية بالشكل الذي رآه الجميع لا يمكن الا ان يوصف بانه حصافة سياسية ووعي متكامل للواقع لم يأت من فراغ وانما جاء عن علمية ومعرفة تامة، ولأجل ذلك كله أحتشدت الجماهير العراقية بالقرب من براني المرجعية تعبيرا عن اعتزازها بهذه المواقف لمرجعية واجهت الخيارات الصعبة بفكر واعي .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق