السيد الصرخي والتواضع لله.. آثاره وانعكاساته
التواضع من أهم ميزات الانسان العابد الحقيقي وله أسبابه وآثاره
وانعكاساته التي من شأنها تبني مجتمعا متألفا محبا فالانسان المتواضع هو
انعكاس لقوة ارتباطه بالله تعالى وتقواه وطاعته له جلا وعلا ومجهادته للنفس
وانتصاره عليها بعد تجريدها من الكبر والغرور والشرك الخفي الذي يقتل
الانسان من داخله وأيضا يعكس قوة الثقة بالنفس والتكامل الأخلاقي والعلمي
والفكري فيكون الانسان في غنى وتجرد تام عن مظاهر البهرجة والتعالي وحتى من
الشكليات المباحة فكيف وان كانت المحرمة منها حرمة شرعية أو وضعية قد تعطي
آثارها السلبية العكسية في المجتمع ...والتواضع الفعلي العملي أبلغ واشد
وأكثرا تأثيرا وأثرا في المجتمع المسلم الذي عاش جدلية التناقض بين الاقوال
والافعال وانصدم مرارا وتكرارا بمن لايفعل ما يقول ويبيح لنفسه ماحرمه
الله تعالى ويفتح باب الغرور والكبر بعد ان ألبسه ثوب القداسة المباحة
والتي بدورها أضاعت المقاييس العلمية والمفاضلة والاتباع بعد توجيه النظر
عنها بالهيبة القدسية المصطنعة فاصبح كل شيء هو دونها بل ولاحاجة للسؤال
والبحث عنها بينما الحق انها صفات وركائز ممتدة طوليا في نفس الانسان
لاتتعارض ولاينوب أحدها عن الاخرى بل تكون مكلمة بعضها لبعض والحقيقة ان
السيد الصرخي الحسني دام ظله ضرب لنا أروع مصداق التواضع ونقلنا من التصور
والمفهوم وأختزل لنا الزمن فجعلنا نعيش في واحة أهل البيت عليهم السلام
وانعكس ذلك على كل من زاره والتقى به وشاهده فكان تواضعه الكبير وأخلاقه
العالية دواء عالج فيه روح العجب والغرور والكبر وان كان
خفيا.. تواضعه يكلمنا ويقول ان الانسان مهما كان له حظ من العلم ونصيب من
الجاه والأولاد والأموال والمناصب فانما هي نعم من نعم الله لابد من شكره
تعالى عليها بالتواضع والانقياد والخضوع له ولابد من تحسين العلاقة معه جلا
وعلا ومن ثم مع أخيه الانسان وأهم مصاديق الشكر هو التواضع لله ومع
الناس...ولا أنسى تلك العبارة التي قالها أحد شيوخ العشائر الذي تشرف
بزيارة السيد الصرخي الحسني دام ظله حيث قال انني لم أر السيد الصرخي
الحسني بل اليوم رأيت أهل البيت عليهم السلام ويقصد مارأه من تواضع وأخلاق
وهيبة فقد أرجعني السيد الصرخي الحسني دام ظله الى دروس وأحاديث التواضع
أرجعني الى معنى الرفعة والعزة الالهية التي يتمناها الفرد والتي تقترن
بالتواضع لله ولاتفترق عنه ..أرجعني الى كيف الخروج من الكبر ارجعنا الى
كيف نكون من احباء الله تعالى والمتشرفين بفيضه ونعمه تعالى أرجعني الى
معرفة هل اننا من أحباء الله تعالى وهل اعطانا دلائل حبه ؟
قال رسول صلى الله عليه واله وسلم { مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ
اللَّهُ }
وقال صلى الله عليه واله { إنَّ مِنْ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ الرِّضَا
بِالدُّونِ مِنْ شَرَفِ الْمَجَالِسِ }
وقال صلى الله عليه واله { تَوَاضَعُوا وَجَالِسُوا الْمَسَاكِينَ
تَكُونُوا مِنْ كِبَارِ عِبَادِ اللَّهِ وَتَخْرُجُوا مِنْ الْكِبْرِ }
وقال صلى الله عليه واله
{ أَرْبَعٌ لَا يُعْطِيهِنَّ اللَّهُ إلَّا مَنْ يُحِبُّ : الصَّمْتُ
وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ ،
وَالتَّوَاضُعُ ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا
)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق